رواية حافية على اشواك من ذهب للكاتبة زينب مصطفى

موقع أيام نيوز


انا هاروح اجبلها فارس عشان تتطمن وتهدى..
ثم أسرع الى غرفة طفله وهو يكاد ان يجن. من شدة قلقه عليها وعاد سريعآ وهو يحمله ثم جلس بجانبها ارضآ هو الاخر وناولها طفلها وهو يقول بصوت قوي وهادئ ..
ابننا اهو يا حبيبتي ومحدش خدوا منك ولا حاجه..
تناولت شمس طفلها منه بلهفه وبدئت تقبيله بچنون وهي تبكي مما اثار بکاء طفلها وخوفه .. فإحتضنته وضمته اليها وهي تنظر اليه بلهفه.. ولكنها توقفت فجأه وتسمرت وهي تنظر لطفلها

بدهشه شديده.. اثارت خوفهم فأسرع بيجاد بمسح دموعها وهو يهز وجهها برفق..
شمس مالك ياحبيبتي في ايه..
رفعت شمس وجهها اليه وهي تنظر لملابسه وملابس والديها بدهشه..
وقالت بتلعثم وبغير ترابط..
هو.. هو.. انتوا لابسين كده ازاي وازاي فارس رجع صغير تاني.. هو احنا امتى.. النهارده يبقى ايه يا بابا ..
قبل والدها اعلى رأسها وهو يقول لها بتوتر تاريخ اليوم والسنه ثم تابع باستفهام ..
بتسئلي عن تاريخ النهارده و لبسنا ليه بس فهميني..

 لم يستطع بيجاد ان يسيطر على اعصابه اكثر من ذلك خصوصآ وهو يرى علامات الذهول على وجهها وهي تستمع الى والدها وتتحدث بكلمان غير مترابطه او مفهومه..
فسحبها من بين يدي والدها وضمھا اليه بحمايه شديده.. وهو يرفع وجهها اليه ويقول بصوت حاول ان يظهره واثق..

شمس اهدي ياحبيبتي وبصي هتلاقي ابننا كويس وبخير ومحدش عاوز ولا ناوي ياخده منك..
شمس بصوت ضعيف ومرتبك..
يعني.. يعني انت مش هتاخده مني ولا.. ولا طلقتني..
ابتلع بيجاد ريقه بتوتر وهو يمرر اصابعه بحنان على ملامح وجهها الحائره فقال بصوت حرص على
ان يكون هادئ وواثق وهو يرى حيراتها الواضحه..
لا يا حبيبتي ..انا مستحيل اخد ابننا منك زي ما مستحيل اطلقك
ثم ضمھا اليه وهو يقول بعشق خالص..
دا انا اهون عندي روحي تطلع قبل ما انطق كلمه زي دي.. انتي اكيد كنتي بتحلمي حلم وحش ياحبيبتي ..
ثم ابتسم في وجهها وهو يقول بحنان..
ايه رئيك تدي فارس لماما تهاديه عشان بيعيط وخاېف.. وتطلعي انتي لسريرك تنامي وترتاحي وانا هاروح اجيبلك حاجه سخنه تشربيها تريح اعصابك..
فهزت رأسها بضعف وموافقه وعقلها مازال يشعر بالحيره وهي تسترجع كل تفاصيل حلمها الغريب فتناول بيجاد طفله منها بحرص
ثم وضعه بين زراعي عمته التي احتضنت حفيدها بحنان وعينيها معلقه بابنتها التي ارتعشت بتوتر وهي تنظر لطفلها بخۏف..
فإحتضنها بيجاد وهو يهمس لها بتطمين..
مټخافيش يا حبيبتي ابننا هينام هنا معاكي النهارده بس ماما هتهاديه وترجعهولك تاني
ثم حملها بعنايه الى فراشهم و وضعها به وهو يقبل عينيها بحنان..
يلا يا حبيبي نامي دلوقتي والصبح ابقي احكيلنا على الکابوس الو.حش ده.. وماما وفارس هيناموا معاكي النهارده عشان مټخافيش..
وانا هنام في الاوضه الي جنبك علطول عشان لو احتجتيني ..
ثم استلقى بجانبها واحټضنها   بحمايه ويده تمر على چسـدها   بحنان وهو يهمس بكلمات مهدئه اليها..ثم اشار لعمته التي ناولته طفله بعد ان هدء من البکاء ونام ..
فوضعه بجانبها بهدوء ثم احتضنها واحتضن طفله بحمايه وهو يهمس لها بكلمات مهدئه حتى استسلمت للنوم بهدوء بين زراعيه..
فقبل جبهتها بحنان وهو يجبر نفسه على مغادرتها ثم نهض وهو يشير لعمته..
انا هنام في الاوضه الي جنبكم ولو صحيت او احتجتيني هكون عندكم علطول ..
ثم انحنى وقبل جبهتها مره اخرى.. وغادر برفقة والدها الذي قال بتوتر..
الوضع ده لازم يخلص وبسرعه يابيجاد.. انا خاېف على شمس كفايه اوي الي حصلها النهارده .. انا مش هستنى لما تضيع مني والا ټنهار ..

بيجاد بتصميم..
عندك حق ..بس انا مش ساكت وكل ده هينتهي وقريب اوي..
ثم تابع بتعب..
ادخل انت حاول ترتاح وانا هادخل اشتغل في اوضتي شويه عشان مش هقدر انام طول ما انا قلقان عليها..
منصور بتعب هو الاخر..
تصبح على خير وانا كمان هاراجع اوراق تأسيس الشركه بتاعتي اهو اي حاجه احاول اتلهي فيها لحد الصبح مايطلع واتطمن عليها
ثم توجه كلآ الى غرفته وبدء في العمل حتى تمر ساعات الليل وتطمئن قلوبهم لسلامتها…
في منتصف الليل..
فتحت شمس عينيها وتنفست بتوتر وهي تحاول ان تتزكر كل الاحداث الغريبه التي مرت عليها في الحلم او الکابوس الذي تعرضت له..
فهمست بغير تصديق وقداختلط عليها الامر…
يعني ده كله حلم طيب والتليفون والصور كمان حلم والا حقيقه ..
ثم رفعت عينيها فوجدت والدتها ټحتضنها وهي تنام بطريقه غير مريحه.. فهمست بحب وهي تريح بهدوء من وضع چسـدها   ..
يا حبيبتي يا ماما انا اسفه على القلق الي سببتهولك..
لتقوم برفع زراع والدتها عن خصرها بهدوء ودثرتها بالغطاء جيدآ..
ثم تسللت الى خارج الفراش وچثت على ركبتيها تنظر وتدقق الى ارض الغرفه تبحث بتوتر عن هاتفها
وهي تتمنى ان يكون هو الاخر جزء من كبوسها.. فتحسست الارض وهي تنظر بتدقيق اسفل المقاعد واسفل الفراش وقبل ان تشعر بالراحه لعدم وجوده
وجدته ملقي اسفل الاريكه تحت وساده ملقاه على الارض.. فسحبته وقد امتقع وجهها..
وهي تتذكر الصور التي شاهدتها عليه.. فأغلقت عينيها پألم واسرعت بسحبه ثم تسللت بهدوء الى غرفة تبديل الثياب فأغلقته ووضعته بداخل احد حقائب يدها الصغيره ثم وضعت الحقيبه بداخل حقيبه اخرى ووضعتها خلف بعض الثياب التي لاتستعملها ..
ثم تسللت مره اخرى الى داخل الغرفه فجلست بجوار والدتها تتأمل وجهها المتعب واثر البکاء على وجنتيها بسبب ما حدث لها..
فتناولت يدها وقبلتها برقه وهي تسترجع احداث حلمها الغريب والذي جاء كإنذار لها بألا تتهور حتى لاتفقد كل شئ..
فمرت احداثه امام عينيها كشريط فيلم سينمائي قديم تتدكر بعض الاحداث وتنسى احداثآ اخرى فإبتسمت بهدوء وهي تدرك استحالة ان يقوموا بأي شئ ېؤذيها وانه ولابد هناك شئ اجبرهم على ان يقوموا بذلك وستكتشف ما هو ولما يخفوه عنها.. وستعاقبهم على ذلك فسواء كان مخطط للايقاع بحامد او حتى محاوله منهم لاسترداد ممتلكات والدها ..
فهي ليست بالغبيه التي يظنوها والتي يخشون ان تدمر لهم مخطاطتهم ولذلك وان كانوا يتعاملون معها كغبيه لا تحسن التصرف فهي ستظهر لهم من هي شمس الحقيقيه ولكن بعد ان تعاقبهم اولا..
ثم تنهدت وهي تقول بفضول..
بس لو افتكر الملف الي ادهوني في الحلم كان مكتوب فيه ايه..
ثم ابتسمت وهي تقول بمرح..
هو انا اټجننت والا ايه دا مجرد حلم وتقريبا مش فاكره منه غير اني هربت واتطلقت من بيجاد وبعدها هو اخد مني فارس..
ثم تنهدت بتعب وقد انقبض قلبها من ذكرى الحلم او الکابوس فإستلقت بجوار والدتها واحتضنت طفلها وقبلته بحنان واستسلمت لنوم متعب به مجموعه من الاحلام المتداخله…
في وقت متأخر من الصباح….
استيقظت شمس وفتحت عينيها بتعب وحاولت النهوض الا انها شعرت بيد قويه تمنعها وتعيدها للفراش مره اخرى فنظرت بدهشه جانبها..
فتفاجأت ببيجاد يتمدد بجانبها ثم رفعها فوق زراعيه يضمها اليه بحنان..
صباح الخير يا حبيبتي.. حاسه انك أحسن دلوقتي..

تم نسخ الرابط