رواية للكاتبة/ زينب مصطفي

موقع أيام نيوز

 

 


صاحبة بيت وكلنا ضيوف عندك
دخلت حبيبه الى الغرفه وهي تهمس بتعب
متقوليش كده يا عصمت هانم دا بيتك قبل مايكون بيتي وانا الي ضيفه عندك
اغلقت عصمت باب الغرفه وهي تقول
بمرح زائف
خلاص ياستي يبقى احنا الاتنين ضيوف عند بعض ..
ثم تابعت بابتسامه زائفه
اقعدي يا حبيبه واقفه ليه..ثواني
و هجيبلك الازازه من الحمام

جلست حبيبه على مقعد وثير في مقابل الفراش وعقلها تقريبا غائب عنها وعن مايحدث بداخل الغرفه فلم ترى عصمت وهي تغطي فمها وانفها بمنديل وتخرج جهاز صاعق كهربي صغير يستعمل في الدفاع عن النفس ثم قامت باطلاق دفعه منه نحو جسد حبيبه الذي انتفض پعنف وقوه وتسبب في شلل مؤقت في حركتها ..
صړخت عصمت پغضب وهي تراقب بتوتر حبيبه الغائبه عن الوعي
مي انتي يا زفته هاتي حقنة المخدر بسرعه قبل ما تفوق
خرجت مي سريعا من الحمام الملحق بالغرفه والذي كانت مختبئه به وهي تحمل حقنه مملوئه بسائل مخدر وقالت بتوتر
الحقنه أهي يا ماما هنعمل ايه دلوقتي
كشفت عصمت زراع حبيبه وهي تقول
پحده
امسكي دراعها كويس وهاتي الحقنه دي انا الي هديهالها
ثم حقنتها بسرعه ودقه بداخل الوريد
ثم تنهدت وهي تقول براحه
كده كويس مش هتفوق الا بعد ساعتين تلاته اواكتر المهم نجهزها بسرعه
مي بدهشه
نجهزها ازاي يعني ..مش فاهمه
اتجهت عصمت الى خزانة ثيابها واخرجت منه فستان احمر ضيق ذو حماله واحده وقصة صدر منخفضه طوله يصل الى ما فوق الركبه
ثم قالت وهي تنظر لساعة يدها بتوتر
بطلي أسئله وساعديني أقلعها الحجاب والفستان الي لبساه.. مفيش وقت يلا بسرعه
اسرعت مي باطاعة امر والدتها التي قامت بنزع ملابس حبيبه عنها وجعلتها ترتدي الثوب الاحمر المثير بعد ان تخلصت من حجابها و اطلاق شعرها بدون قيود ووضع مكياج سهره كامل لها
ثم نظرت بتوتر الى حبيبه الغائبه عن الوعي ونظرت لساعة يدها پغضب
وده إتأخر هو كمان كده ليه
ليرتفع فجأه رنين هاتفها ..
عصمت پغضب
إتأخرت كده ليه عمر زمانه على وصول ولو جه ولقى الحربايه دي
لسه هنا هنروح كلنا في داهيه ..
دسوقي بجديه
متقلقيش يا ست الكل انا واقف بعيد عن القصر بتاعكم بتلات شوارع زي مااتفقنا ..
عصمت بتوتر
طيب خلاص كلها عشر دقايق وهاكون عندك..
ثم اغلقت الهاتف وقالت لمي بتوتر
وقفتي العربيه تحت سلم البلكونه زي ما اتفقنا
مي وهي تنظر لحبيبه فاقدة الوعي پخوف..
ايوه يا ماما هو انتوا هتعملوا فيها ايه
عصمت پغضب
وده وقت أسئلتك الغبيه دي.. ساعديني يلا نحطها في العربيه قبل عمر ما يجي والا حد يحس بإلي بنعمله..
ثم رفعت حبيببه بمساعدة مي بصعوبه شديده ولفت يدها حولها تدعمها من خصرها حتى لاتسقط ثم توجهت بها الى الاسفل عن طريق الدرج المتصل بشرفة الغرفه والذي يصلها بحديقة القصر الخلفيه
وقامت بوضعها بصعوبه في داخل صندوق السياره الخلفي ثم اغلقته عليها وهي تقول لمي بتوتر واجهاد شديد
خليكي انتي هنا علشان لو عمر وصل ولو سئل عليا قوليله رحت لدكتور الاسنان
ثم قادت سيارتها سريعا لاكمال خطتها الشيطانيه..
بعد مرور ساعتين...
وصل عمر الى القصر برفقة جيلان
وقال بهدوء للخادمه التي استقبلتهم
حبيبه هانم فين ..
الخادمه باحترام
حبيبه هانم لسه منزلتش من اوضتها
اتجه عمر فورا للاعلى وهو يقول بلهفه لم يستطع ان يتحكم بها..
انا هاطلع أشوف حبيبه وهجيبها وانتي استعدي علشان هنسافر..
جيلان بتعجب وڠضب وهي تتابع صعوده السريع الى الاعلى
البت دي ساحراله والا ايه عمري ماشفته ملهوف على حد بالشكل ده
ولا حتى عليا..
ثم تابعت پغضب
ماشي ياست حبيبه لما نشوف اخرتها وياكي ايه
في نفس التوقيت..
فتح عمر باب الجناح الخاص به هو وحبيبه ليجد الغرفه خاليه وحقائب السفر الخاصه بهم مجهزه وموضوعه بجانب الفراش
عمر بمرح وهو يدخل الى غرفة الملابس
بيبه انتي فين..يلا يا حبيبي يدوب نسافر قبل زحمة الطريق..
ليتفاجأ بخلو المكان منها وذلك بعدما بحث عنها في غرف الجناح بالكامل ليتناول هاتفه ويحاول الاتصال بها الا انه تفاجأ بغلق هاتفها
عقد عمر حاجبيه بحنق..
مش فاهم قافله تليفونها ليه..اكيد فصل شحن ومخدتش بالها
ثم ابتسم بتفهم..
تلاقيها قاعده مع جدتي تحت بتفطر معاها..
ثم توجه فورا الى الاسفل الى جناح جدته التي نفت رؤيتها لها
عمر بقلق
مش موجوده في اوضتها ولا هنا
يعني هتكون راحت فين
الجده بمرح
اهدى يا عريس مش كده القصر كبير وممكن تكون موجوده في اي مكان فيه
ثم تابعت بمرح
تلاقيها قاعده في الجنينه بتستناك هي بتحب تقعد وسط الشجر والزرع
توجه عمر فورا الى الحديقه يبحث
عنها الا انه لم يجدها بها ايضا
فقال پغضب وقد تصاعد شعور قوي بالقلق بداخله
ماشي يا حبيبه بس لما اشوفك بتستخبي مني زي العيال
ثم اتجه الى الداخل مره اخرى وأمر الخدم بالبحث عنها في غرف القصر
في حين اتصل هو بالامن الموجود على بوابة القصر وقال بتوتر
حبيبه هانم خرجت من القصر النهارده
الحارس الامني
لا يا فندم ..مفيش حد خرج من القصر النهارده غير حضرتك وجيلان وعصمت هانم
اغلق عمر معه بعد ان سيطر القلق عليه والذي تحول الى ڠضب عارم عندما اخبرته الخادمات بفشلهم في العثور عليها
عمر پغضب شديد
يعني ايه الكلام الفارغ ده اطلعوا
دورو عليها كويس
ثم اتصل پغضب برئيس فريقه الامني
ممكن اعرف انت واقف انت و التيران الي زي قلتهم بره بتعملوا ايه
رئيس الفريق الامني بارتباك
في ايه يا افندم.. ايه الي حصل بس
صړخ به عمر وهو يفتح احد ابواب الغرف يبحث عن حبيبه پجنون
فيه ان مراتي اختفت من قلب بيتي ومش عارف حصلها ايه .. والامن الي المفروض بيحموا اهل بيتي هما أخر من يعلم
ثم تابع پغضب مچنون
اقلبلي القصر فوقه تحتيه و إدعي اني ألاقيها وتكون بخير والا وربي لهمحيك إنت والبهايم الي واقفين بره من على وش الدنيا
ثم اغلق الهاتف وتابع البحث پغضب شديد وقلبه ينبئه بوقوع مكروه لها..
في نفس التوقيت...
حاولت حبيبه فتح عينيها بتعب الا انها اغلقتهم مره اخرى وهي تشعر بالدوار الشديد يكتنف رأسها وعقلها يلفه الضباب في حين ترتفع اصوات مبهمه بجانب رأسها
لتفتح عينيها فجأه بفزع بعد اغراق وجهها ورأسها بالماء
شهقت حبيبه وهي تتأمل المكان حولها پخوف وفزع..
أنا..انا فين..وأنتم مين وعاوزين مني ايه
لكزها دسوقي بعصاه في كتفها العاړي پقسوه..
إخرسي يا فاجره ومتنطقيش الا
أما نديكي إذن بالكلام ..
توقفت حبيبه عن الكلام وهي تتأمل الغرفه من حولها بړعب شديد لتجدها غرفه فارغه من الطوب الاحمر وسقفها مغطى بعروق الخشب الاسود و لاتحتوي الا على مجموعه من الافران المبنيه بالطين و مكدس على جوانب ارضها اكوام من الحطب والقش.
ثم رفعت عينيها بړعب لتجد رجلان يتصفان بالغلظه احدهم رجل في اواخر الخمسينات من عمره يرتدي جلباب بلدي من الصوف و بجانبه شاب في بداية الثلاثينات من العمر اكثر غلظه منه ويرتدي بنطال وقميص وبجانبهم إمرأه تلبس جلباب اسود واسع تنظر إليها پقسوه
حبيبه پخوف ..
إنتم مين وعاوزين مني إيه..
لتخرسها صفعه قويه على وجهها من الشاب الاصغر سنآ أسالت الډماء من أنفها ثم قام بلف شعرها
 

تم نسخ الرابط