رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
أقولك أنا هتجوز واحدة تانية وهعيش معاها يعني مټخافيش مني ولا كأنك موجودة
قبضة قوية اعتصرت فؤادها وهو يطالعها ببروده المستفز واستدار يدور حولها يرمقها بنظراته الممېتة
وياريت ماتدخليش كدا تاني عليا متنسيش نفسك
نظرت لداخل مقلتيه بتحدي ودت لو تصل إليه وقبضت على عنقه
خلصت كلامك ولا لسة فيه حاجة عايزة تقوليها زي ماحضرتك شايفة عندي شغل
زفرت پاختناق وظهر اليأس على ملامحها ورغم ذلك ناطحته بقوتها الواهنة
احلم كويس وياريت تستغطى وانت بتحلم قالتها بسخرية ناظرة لعيناه بقوة
صدى صوت ضحكاته التي لا تعبر عن شخصيته او ذلك الموقف ثم رمقها بنظرة محاولا استكشاف ماتفكر به ورغم عدم وصوله لشيئا غير أن سواد عيناها الذي يشبه السماء في ليالي الشتاء القاسېة تجذبه للنبض مرة أخرى
اتكأ بظهره على مقعده وأردف بهدوء
انا مبحلمش يامدام قالها ناظرا بقوة إليهاثم استطرد
دي حقيقية وواقعية اكتر مما تخييليهنشوف كلام مين اللي هيمشي
فقدت قدرتها على الحركة أو الكلام بعد ثقته من كلماته القليلة معها في آخر فترة
شعرت بتمزق قلبها الى أشلاء عندما عجزت على المواجهة أمامه اغمضت عيناها بقهرها وعجزها فهي كقلعة على تلال من الرمال الواهية... لمن ستلجأ ورغم ذلك استدارت له
هنشوف ياسيادة المستشار... واقع ولا خيال وخليك فاكر دا كويس افتكر اني جيت وحذرت
وصل إليها سريعا قبل مغادرتها وجذبها من رسغها ناظرا لمقلتيها پغضب چحيمي
عيني عليك لو شوفتك برة اوضتك ولا حاولتي تضايقي امي بلاش اقولك هعمل ايه ومن دلوقتي انت خطيبتي وفي حكم مراتي فاهمة
نظرت إليه بنظرات ڼارية وأصابتها رغبة عارمة في إحتراق صدره وتناول قلبه وتمزقه لأشلاء كما بعثر قلبها وروحها بكلماته واوامره وكره البائن على ملامحه
دفعته بلكمة بصدره واردفت
هنشوف ياراكان يابنداري هنشوف كلام مين اللي هيمشي ملعۏن أبو اليوم اللي دخلت شركتكم فيه قالتها وتحركت تصفع الباب خلفها حتى هز جدران المنزل
خرجت من ذكراها وهي تنظر للحديقة التي أظلمت بظلام الشتاء كحياتها التي أظلمت پوفاة زوجها
أمسكت هاتفها وبدأت تتفحصه
وتتذكر ذكرياتها مع زوجها بسطت اناملها تكبر صورته التي بهاتفها وتتحسسها انسدلت عبراتها
وحشتني قوي ياسليم حقيقي وحشتني مكنتش أعرف هتبهدل كدا من بعدك ظلت تملس بيديها على صورته ودموعها بالأنهيار وتتذكرت حديثه وشقاوته معها شهقة خرجت من جوفها ولم تشعر بنفسها وهي تقول
سليم لو قالولي نفسك في ايه تعوضيه هقولهم نفسي أشوفك قدامي وانت بضمني وبطبطب عليا عايزة اقولك أنا حبيتك بجد حبيتك قوي ومكنتش أعرف ياريت الندم يفيد عايزة أعرفك كنت غلطانة في حق نفسي لما فكرت في واحد زي أخوك دا مستحيل يكون بني آدم ياترى هو كدا وانا اللي مكنتش واخدة بالي ولا ...اجهشت بالبكاء مرة اخرى
تنظر إلى السماء التي بدأت بصوت الرعد وكأن السماء تبكي لبكائها رجعت برأسها وبدأت تحدث نفسها
ڠصب عني كل حاجة حصلتلي ڠصب عني حاسة اني ضايعة ومش عارفة اعمل ايه ابني اللي اتكتب عليه انه يجي للدنيا من غير أب ولا اختي اللي القدر بيلطش فيها ولا مرض ابويا وكل يوم عند دكتور ولا الراجل الوحيد اللي فكرت نفسي حبيته بقى أكبر ظالم وكل مايشوفني عايز يدبحني
اتجهت بنظرها لصورة زوجها مرة أخرى
احكي لمين ۏجعي ياسليم أنا تعبانة قوي ياسليم ومڼهارة مراتك ضعيفة وضايعة من غيرك صدقني حبيبي ضعت من غيرك
اندفع باب الغرفة ودلف منه يبحث عنها كانت جالسة مغمضة العينين وصورة سليم مضاءة على هاتفها وجد باب الشرفة مفتوح اتجه إليها سريعا عندما وجدها بتلك الحالة ظنا أنها فقدت وعيها
وقف ينظر إليها بعينان تقطران ألما وملامح يكسوها الحزن من تبدل حالها فتحت عيناها حينما شعرت به من خلال رائحته التي استنشقتها اعتدلت تجذب معطفها الصوفي على أكتافها ونظرت للبعيد ولم تحاكيه
أظلمت عيناه بنظرة جوفاء قاسېة وتحدث
ماأكلتيش ليه من الصبح انت ناسية إنك حامل وليه قاعدة في البرد
ظلت كما هي لم تعريه اهتمام جذبها حتى اوقفها وسحبها للداخل تحركت معه دون حديث وكأنها فقدت الحياة
جلست على مخدعها ولم ترفع نظرها إليه دلفت العاملة تحمل طعامها أشار بعينيه للعاملة ان تخرج ولكنه اوقفها
فين اللبن أنا مقولتش كل وجبة اللبن هزت رأسها وخرجت سريعا لتلبي طلبه
جلس بمقابلتها يضع ساقا فوق الأخرى
خلصي أكلك يامدام عندنا ميعاد مع الدكتورة النسائية ظلت صامتة ولم تفعل شيئا نهض من مكانه حينما وجدها تعاني بهذا الشكل الموجع ألما مفرط اجتاح كل خلية بجسده روحه تتمزق عبراتها امامه تحولت إلى قطع قطع زجاج تشحذ صدره أغمض على جفنيه واقترب من جلوسها
حاول يستعطفها كما أوصته والدته
باشمهندسة لو سمحت اهتمي بأكلك متنسيش إنك حامل جلس بجوارها على الفراش يدقق النظر لملامحها الباهتة التي التي أكثرت شحوبها وهمس يستعطفها
ليلى أمي بقت قعيدة واملها كبير في اللي بطنك يعني الولد مقابل حياة أمي عارف قسيت عليك بس دا ميمنعش إنك متسرعة ومبتحكيش عقلك في قرارتك
حركت شفتيها الجافتين بنبرة يبدو عليها الندم فرفعت