رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
مش دا اللي دايما تقولي مفيش غيره في ولاد اخواتك
وأنا لسة عند رأيي يابنتي... راكان هو أجدع واحد فيهم وكمان متحمل مسؤلية من صغره والعز اللي فيه أبوه دا كله بسببه متنسيش كان واقف من صغره مع أبوه... وهو اللي استلم شركات والدته ورغم مش مجال تعليمه لكن الحقيقة خلاها من أكبر الشركات..حتى الشركة العائلية
ضيقت عيناها وتسائلت
أنا مش قادرة أفهمك ياماما بتقولي الكلمة وعكسها
أنا بقولك أنه يكون اخوكي أحسن مېت مرة لما تخليه يتغصب على جوازك وفي الاخر مش هيتجوزك... ومتنسيش سلمى وأمها بيرسموا عليه مش حبا فيه لا علشان فلوسه... ثم أكملت مفسره
راكان له النصيب الاكبر في الشركة هو لوحده اربعين في المية والعيلة كلها الباقي غير نسبة عمه محمود اللي هو بيديرها من ورا جدك... وفريال مش هتسيب زينب تتهنى بولادها فهمتيني
إنسدلت دموع يارا على وجنتيها
بس أنا بحبه وأنا اكتر واحدة أولى بيه أنا مردتش أتجوز ياماما السنين دي كلها... ودخلت الكلية اللي كان نفسه يدخلها علشان يحبني
ضمتها والدتها لأحضانها
عارفة يابنتي دا كله بس صدقيني إنت اللي هتتعبي.. راكان لسة تجربته متعلجش منها هيفضل يعاني ويشك في كل اللي حواليه متخلهوش يكهرهك يابنتي اسمعي من أمك أنا ماليش غيرك...
مسحت دموعها وشعرت بنيران تكوي قلبها لآلام إبنتها... رفعت ذقنها وأردفت
أنا هتكلم معه والله يابنتي لو فيه أمل أنه يحبك كزوجة هوافق على جوازكم بس أنا مش عايزاكي تتعشمي فيه
في إحدى الكافيهات على النيل
وصلت ليلى وجدت أسما تنتظرها
صباح الورد ياوردة... وحشتيني أوي ياأسما
ابتسمت لها وهي تحاوطها بنظراتها
وأنت كمان ياحضرة الدكتورة المهندسة الكبيرة
قهقهت عليها وهي تجلس
إيه يابنتي التعريف الاخباري الشاشتوي دا... ضحكت الفتيات
نظرت ليلى بهدوء لأسما
إيه أخبارك... وباباكي رجع يحوم حواليكي تاني ليه
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها يتبعها حزن بعيون دامعة.. نظرت أسما للخارج وتساقطت دموعها رغما عنها
كالعادة ياليلى عريس من الاديشه وعايز يتمم الصفقة... ماهو مفلس ومحتاج فلوس... وأمي صحتها معادتش بتيجي على الشغل
ربتت ليلى على ذراعها بحنو وتحدثت لكي تخفف عن صديقتها
ربك هيحلها زي كل مرة... ولا تزعلي نفسك والله يابنتي أبوكي دا نفسي مش عارفه أقولك إيه
تنهدت أسما بحزن
ابويا مصر يسرق أحلامي كلها... سرق حلمي بكليتي .. وسرق حبيب عمري ودلوقتي جاي يسرق شغلى وباقي حياتي الحزينة
احتوت ليلى وجهها بين راحتيها
أسما محدش هيقدر يسرق منك حاجة تانية وأنا لسة عند رأيي لازم تحكي لنوح مش تفضلي تتفرجي من برة... لسة ممكن تنقذي حبيبك
أطبقت جفنيها الحزينتين تاركة لدموعها حرية الإنسياب
إنت اللي بتقولي كدا ياليلي عايزة أقل من نفسي أكتر من أنا قليلة في نظره.. عايزاني أروح اعترفله وهو في الاخر يدبحني... لا أنا راضية بحياتي كدا... راضية أحبه في صمت وبس ... أنهت كلماتها وقلبها ينشق لنصفين
تمتت ليلى بكلمات مستاءة من حياتهما البائسة في الحب
رفعت أسما حاجبها وسألتها
بتقولي أي ياليلى اټجننتي بتكلمي نفسك ياقلبي
ضړبت ليلى كفها ببعضهما واضعة خديها فوق كفها
مش أنا قابلت الطاووس تاني امبارح واتخنقنا.. وشكله هيقعدلي على أنفاسي
برقت أسما أعينها من كلاماتها
اتقابلتوا تاني واټخانقتوا..!!
مسحت ليلى على وجهها پعنف
أهو من حظي الأسود... تخيلي طلع زي مارسمته بالضبط من يوم القسم ... تنك تناكة يخربيت ابو تناكته ياشيخة... دا بيقول ياارض إتهدي مع عليكي أدي
نظرت لها وبدأت تقلد صوته
انت اټجننتي بترفعي صوتك قدامي..
ضحكت أسما عليها وعلى مظهرها وهي تقوم بتقليده
ياخبيتك ياليلى.. يعني يوم ماتقبليه تتخنقي معاه... وفجأة توقفت عن الحديث
استني إنت شوفتيه فين... وليه اټخانقتوا ياخايبة
ارتسمت خابتسامة واسعة على محياها
الشركة ياقلبي من حظي الحلو نزل الشغل بسمع كدا... لا وكمان عاملي فيها فلانتينو... فيه هناك البت الصفرا اللي شوفناها يوم الحفلة
ابتسم ثغرها عندما تذكرت ماصفعته به وبدأت تقص لها ماصار
وضعت أسما يديها على فمها من الصدمة وأردفت بسخط
ېخرب عقلك ياليلى دا إنت المرأة الحديدية يابت
كتمت صوت ضحكاتها وهي تنظر لصديقتها
ليلى إنت متأكدة أنه هو اللي كان في الحفلة وفي القسم
كزت ليلى على شفتيها السفلية بغل تود أن تراه أمامها الآن ثم رفعت نظرها لأسما التي مازالت تضحك
هو بغروره وحياتك... تعرفي أول مادخلت الشركة وعرفت إنها بتعتهم كنت بدعي ربنا إني أقابله تاني... بس بعد مقابلته الزفت دي... بدعي ربنا ماشفوش تاني قدامي.... ثم اكملت مفسرة
والله ياأسما معرفش المرة الجاية هعمل إيه لا والآنسة نورسين رايحة جاية حبيبي
دققت أسما النظر اليها
أيوة حبيبتي عارفة إنك متغاظة.. نفسك تكوني مكانها صمتت لحظات وهي تهز رأسها ثم تمتمت بتقطع
مش ملاحظة كل أسئلتك حول راكان ياأسما قالتها وهي ترفع كوبها ثم أرتشفت قهوتها
انعقد حاجبيها
أيوة ياليلى... مش دا اللي كنتي عايزة تعرفي كل حاجة عنه من خلال نوح
ألتوى ثغرها ساخرا
دا لما شوفت الكاميرات كلها حواليه والعيون محاصراه... كنت عايزة أعرف مين الشخصية المهمة دي وخصوصا لما أنه صديق نوح بس مش أكتر.. ولما جت قضية بابا فأنا عرفته أكتر ياحبيبتي.. ومن وقتها